لنا كلمة (١)

البحرين، مصنع العلم والعلماء، بلد الجهابدة الفطاحل، مُنعِشي المكاتب الإسلامية بكتبٍ تنير مكاتب العالم الإسلامي، بمؤلّفات وتحقيقات قلّ نظيرها، وذاع صيتها على الرغم من ظروف المعيشة الصعبة، والتلف الحاصل لهذه الكتب. مع كلّ ذلك يبقى جهد هؤلاء حاضرًا لامعًا متجسّدًا في الفحول من أمثال الشّيخ ميثم البحراني، الّذي درس العلوم العقليَّة عند الخواجة نصير الدين الطوسي (صاحب كتاب تجريد الاعتقاد) ودرّس أستاذه الفقه، فيما ألّف ما لا يقل عن 30 مؤلّفُا. والشّيخ يوسف البحراني، الّذي تلف كتابه الحدائق الناظرة أكثر من مرّة، بسبب هجمات العمانيين على البحرين واحتراق داره، فيعيد كتابته تحت ظروف الفقر والهجرة، ويكتب أكثر من 40 مؤلّفًا، ودرّس المولى النراقي والسيّد بحر العلوم وغيرهم من العظام. وأكرم وأنعم بالسيّد هاشم البحراني صاحب كتاب البرهان في تفسير القرآن، وبه أكرم، حيث كان البعض يصفّه بأنه أعظم فضلًا واطّلاعًا في الحديث من العلامة المجلسي صاحب موسوعة بحار الأنوار. عظام، لازال صيتهم يزهوا في الخافقين، فمن الواجب علينا اتّخاذهم قدوات في تحصيل العلم عبر القراءة وحضور الدّرس، ونشر العلم عبر التأليف والتدريس.

أرض نماء العلم الشّامخ، ونضوح ثمر العلماء كلّ عدّة فراسخ، ثمّ ننظر لواقع الحال المرير، وسبب زوال الخير الكثير، هو أنّنا “أمة لا تقرأ. فكيف بلغوا قمم العلم وحصّلوا علّو الشأن؟ تسلّحوا بعين تهفو لحقيقة العلم، وقلمٍ يسطر عظيم الكلم، متلبّسين برداء النّفس الصافية، وعمامة الهمّة العالية، وبالاتّكال على الله قاذف نور العلم في قلب من يشاء.

لهذه النشرة قسمان:

أوّله مقتطفات من تغطيات لأعمال جمعيّة المعرفة 

وفي ثانيه، عزمنا على اعمار قطعة من أرضنا الخصبة، عبر تشجيع مشاركات الشباب، من مقالات وتلخيصات، تصاميم ورسومات، أفكار وابداعات.

وقد اخترنا موسم الولاية لعام 1444هـ، في عيد الغدير الأغر، عيد تمام الدين وكماله، عيد تنصيب نفس رسول الله، باب مدينة العلم، سيد الأوصياء، إمام المتّقين، يعسوب الدّين، أوّل المؤمنين، أبلغ العرب وابن سيّد البطحاء أمير المؤمنين، علي ابن ابي طالب عليه السّلام لنستفتح الخير في نشرتنا الأولى، مستلهمين من سيرته العطرة وفيضه ليقودنا لأبواب الخير في مسيرتنا هذه، ونطيّب مجالسنا بذكره، مستلهمين من علمه، عن رسول الله، عن الله جلّ جلاله، لنغترف من كوثر علمه وغزير عطاءه.

admin

اترك رد